إخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي أن أذكر لكم قصة سمعتها في شريط يضم مجموعة من القصص الواقعية لمجموعة من المشايخ جزاهم الله خير و التي يتعلم الانسان المسلم دروس و عبر شتى .
و يقول الشيخ المحدث أن القصة واقعية حدثت قبل مئة سنة و أنه سمعها في الاذاعة في ركن البادية .
وهي أنه يذكر رجلٌ يسمى إبن جدعان يقول: خرجت في فصل الربيع وإذا بي أرى إبلي سماناً يكاد الربيع أن يفجر الحليب من ضرعها، كلما أقترب الحوار من أمه درّت و انهلّ الحليب منها لكثرة الخير و البركة ، فنظرت إلى ناقة من نياقي ابنها خلفها و تذكرت جارا لي له بنيات سبع، فقير الحال فقلت والله لأتصدقن بهذا الناقة و بولدها لجاري والله سبحانه يقول:لن تنالوا البرحتى تنفقوا مما تحبون" صدق اللع العظيم و أحب حلالي هذه الناقة
يقول: فأخذتها و ابنها و ضربت الباب على جاري و قلت خذها هديةً مني لك، يقول فرأيت الفرح في وجهه و لا يدري ماذا يقول فكان يشرب من لبنها و يحتطب على ظهرها و ينتظر وليدها يكبر ليبيعه، و جاءه منها خير عظيم
فلما انتهى فصل الربيع و جاء الصيف بجفافه و قحطه تشققت الارض و بدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء و الكلأ فيقول: شددنا الرحال و ضعنّا من مكاننا نبحث عن الماء في الدحول ، و الدحول هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية و هي أقبية مائية تحت الارض لها فتحات فوق الارض يعرفها البدو يقول: فدخلت داخل الدحل لاحضر الماء لنشرب و أولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون، قناة تحت الارض و لم يعرف الخروج و انتظر أبناءه يوما، و يومين، و ثلاثة حتى يأسوا و قالوا: لعل ثعبانا لدغه فمات ، لعله تاه تحت الارض و هلك ، و كانوا و العياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعا في تقسيم المال و الحلال
فذهبوا الى البيت و قسموا الميراث فقال اوسطهم: أن والدهم قد أعطي ناقة وولدها لجارهم فبخس الاخوة عطية والدهم لجاره و ذهبوا الجار يطلبون منه الناقة لا سيما و هي ناقة فيها خير كثير و لبن، فاللبن يغني عن الطعام و الشراب كما يقول الرسول عليه الصلاة و السلام فقالوا أعد الناقة خير لك و خذ هذا الجمل مكانا و الا فسنسحبها الآن عنوة و لن نعطيك شيئا قال أشتكيكم الى أبيكم قال اشتكي فلقد مات، قال: مات كيف مات ؟ و أين مات ؟ ِلم لَم أدري ؟ قالوا: دخل دحلا في الصحراء و لم يخرج ، قال: ناشدتكم الله اذهبوا بي الى مكان الدحل ثم خذوا الناقه و افعلوا ما شئتم و لا أريد جملكم.
فذهبوا به و لما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفيّ ذهب و أحضر حبلا و أشعل شعلة ثم ربطه خارج الدحل ثم بدا يزحف على ظهره حتى وصل الى اماكن فيه يحبو، و اماكن يزحف ، و اماكن يتدحرج، و يشتم رائحة الرطوبة تقترب واذا به يسمع أنين الرجل عند الماء فأخذ يزحف اتجاه الانين في الظلام و يتلمس الارض و وقعت يده على الطين ثم وقعت يده على الرجل فوضع يده على انفاسه فاذا هو حي يتنفس بعد اسبوع!! فقام و جرّه و عصب عينيه حتى لا تنبهر بالضوء و الشمس ثم أخرجه معه خارج الدحل و مرس له التمر و اسقاه و حمله على ظهره و جاء به الى داره و دبّت الحياة في الرجل من جديد و أولاده لا يعرفون فقال :اخبرني بالله عليك اسبوعا كاملا و انت تحت الارض و لم تمت.! فقال سأحدثك حديثا عجبا لما نزلت ضعت و تشعبت بي الطرق فقلت آوي الى الماء الذي وصلت اليه و اخذت اشرب منه و لكن الجوع لا يرحم فالماء لا يكفي و يقول و بعد ثلاثة ايام و قد أخذ الجوع مني كل مأخذ و بينما انا مستلقي على ظهري و قد فوضت أمري الى الله و اذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي يقول فاعتدلت في جلستي و اذا بإناء في الظلام لا اراه يقترب من فمي فاشرب حتى ارتوي ثم يذهب فأخذ يأتيني ثلاث مرات في اليوم و لكن منذ يومين انقطع ما ادري سبب انقطاعه!! يقول فقلت له: لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت ظن أولادك انك مت و جاءوا الي و سحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها
فالمسلم في ظل صدقته و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب
و كما يقول الرسول صلي الله عليه و سلم: الصدقة تقي مصارع السوء