عبدالرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب ابن مره القرشي الزهري و يكنى أبا محمد . كان اسمه فى الجاهلية عبد عمرو ، و قيل عبد الكعبة ، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالرحمن.
وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ولد بعد الفيل بعشرين سنة، وأسلم قبل ان يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وكان أحد الثمانية الذين سبقوا الى الإسلام وأحد الخمسة الذين اسلموا على يد أبى بكر وكان من المهاجرين الأولين، هاجر الى الحبشة، والى المدينة وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع. وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم
وبعثه الرسول صلى الله عليه وسلم الى دومة الكلب وعممه بيده وسدلها بين كتفيه وقال له : إن فتح الله عليك فتزوج ابنة ملكهم وكان شريفهم هو الأصبغ بن ضمضم الكلبي، فتزوج ابنته تماضر بنت الأصبغ فولدت له أبا سلمة بن عبدالرحمن.
وكان أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الذين جعل عمر بن الخطاب الخلافة فيهم، وأخبر ان الرسول صلى الله عليه وسلم توفى وهو عنه راض، وصلى الرسول صلى الله عليه وسلم خلفه فى سفره. وجرح يوم أحد واحداً وعشرون جرحا، وجرح فى رجله فكان يعرج منها، وسقطت ثنيتاه فكان أهتم. وكان كثير الانفاق فى سبيل الله عز وجل، أعتق فى يوم واحد واحد وثلاثين عبدا.
عن عبدالله بن عوف قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (عشرة فى الجنة : أبو بكر فى الجنة، وعمر فى الجنة، وعثمان فى الجنة، وعلى فى الجنة، وطلحة فى الجنة، والزبير فى الجنة، وعبدالرحمن بن عوف فى الجنة، وسعد بن أبى وقاص فى الجنة، وسعيد بن زيد فى الجنة،وأبو عبيدة بن الجراح فى الجنة ) . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( عبدالرحمن بن عوف أمين فى السماء ، أمين فى الأرض ) ولما توفى عمر رضي الله عنه، قال عبدالرحمن بن عوف لأصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة فيهم : من يخرج نفسه منها : ويختار للمسلمين؟ فلم يجيبوه الى ذلك، فقال أنا أخرج نفسى من الخلافة وأختار للمسلمين، فأجابوه إلى ذلك وأخذ مواثيقهم عليه، فاختار عثمان فبايعه .
وكان أبيض مشربا بحمرة، حسن الوجه، رقيق البشرة، أعين واسع العينين، أهدب الأشفار، أقنى، له جمة ضخم الكفين،غليظ الأصابع، لا يغير لحيته ولا رأسه . وتوفى سنة إحدى وثلاثين بالمدينة وهو ابن خمس وسبعين سنة، وأوصى بخمسين ألف دينار فى سبيل الله، قاله عروة بن الزبير. ولما مات قال على بن أبى طالب : (اذهب يا ابن عوف قد ادركت صفوها، وسبقت رنقها). وكان سعد بن ابى وقاص فيمن حمل جنازته، وهو يقول واجبلاه.