ما إن يقترب دخول شهر رمضان بشهرين أو أكثر إلا وتدق الطبول لتبدأ العروض الخاصة بالمسلسلات والبرامج التي ستعرض في شهر رمضان شهر العبادة دائم يتحول لمتابعة مسلسلات وبرامج وأفلام أقل مايقال عنها أنها لاتقدم لنا شيئاً.
نلاحظ استعداد على قدم وساق من القنوات الفضائية العربية وترى حمى التسابق بينها وكما يقول البعض هذا هو حصاد الموسم لهذه القنوات فهذه القنوات هي التي تواسي الصائم في نظر البعض فهي تشعر بجوعه وعطشه ومتابعته لها ينسيه ذلك وكل قناة من هذه القنوات تأتي بعبارة لشد المشاهدين وتأتي بالممثلين والممثلات ليقوموا بعمل هذه الدعايات
وكل قناة تقوم ببث بعض اللقطات القوية من مسلسلاتها الحصرية وغيرالحصرية والتي قد تثير أي شخص لمتابعة هذا المسلسل أو ذاك وماأن يهل شهر إلا وتهل معها تلك المسلسلات الهابطة وبرامج المسابقات التي تستهلك جيوب المتصلين.
لانعلم سر تكدس هذه المسلسلات والبرامج في شهر رمضان بالتحديد وكأن هذه القنوات تموت طوال الإحد عشر شهراً وتحيا وممثليها في شهر رمضان فلا يخرج الفرد من شهر رمضان إلا وشاهد ثلاثون مسلسلاً ومئات الفنانين وهذا كما يقال من أضعف الإيمان وفضل هذا يعود كله لقنواتنا العربية الفاشلة.
وهذه المسلسلات على ماذا تحتوي؟ علاقات الشباب مع الشابات
جرائم اغتصاب وعلاقات محرمة جرائم سرقة تعاطي مخدرات وقتل وإنتحار وغيرها منأنواع الجرائم وإبراز العديد من الظواهر التي ظهرت في المجتمعات الخليجيةوالعربية بصورة فاضحة للحياء ، وبرامج المسابقات مذيعة تخرج علينا متبرجة تضع أطنان من المكياج على وجهها
إبراز القليل من المفاتن يساعد في جذبالجمهور
إنتهاج أسلوب الدلع والغنج المصطنع يساعد في جذب الجمهور (الجمهورالمريض نفسياً)
في شهر رمضان شهر العبادة والغفران ينسى الإنسان ذلك فقلبه مشغول مليان وأنى له الذكرى في ظل تسمره أمام شاشة التلفاز وأطلق العنان ليعنيه لمتابعة مالايغني ولايسمن من جوع فأصبح كالعميان.
ومما يزيد في أسفنا أن نرى ذلك إنعكس على الصحف اليومية فلا تخلو صحيفة إلا وفيها إعذلان عن تلك المسلسلات والبرامج ونرى أن بعض المنتديات قد أصابها الداء فخصصت أقسام لما سيعرض في الشهر الفضيل وكلنا أمل أن لاتنتقل هذه العدوى لمنتدانا.
أما مايخص بعض من العوائل فتجدهم لايفارقون التلفاز فإفطارهم وسحورهم يكون أمام تلك الشاشة وترى البعض من الناس سجل له جدولاً خاصة بوقت بث تلك المسلسلات وهكذا تضيع القيمة المعنوية للشهر الفضيل بين مسلسلات لاتغني ولاتسمن من جوع وبين نوم مفتوح متى شاء قام من النوم.
ومتابعة هذه المسلسلات لم تقتصر على أحد بل على الجميع صغار وكبار نساء ورجال فعندما تراجع دائرة حكومية ترى العيون محمرة من أثر السهر والوجوه عابسة غير راغبة في العمل والضحية ذلك المراجع المسكين.
ظواهر كثيرة بودنا أن نتحدث عنها تخص شهر رمضان ونتمنى أن نوفق لاحقاً للحديث عنها .
تحياتي