رجحت مصادر إعلامية أن تقوم الولايات المتحدة بفرض عقوبات أحادية على كوريا الشمالية على خلفية برنامجها النووي الذي كان موضع مباحثات هاتفية بين الرئيسين الأميركي والصيني في الوقت الذي تتصاعد فيه معدلات التوتر عسكريا بين شطري شبه الجزيرة الكورية.
فقد نقلت وسائل إعلام في كوريا الجنوبية عن مسؤول أميركي لم تحدد هويته قوله إن بلاده تفكر في فرض عقوبات من جانبها على بيونغ يانغ بمعزل عن العقوبات المنوي اتخاذها بحق الدولة الشيوعية في مجلس الأمن الدولي وذلك على خلفية استمرار كوريا الشمالية بتزوير الدولار الأميركي لتوفير السيولة المالية التي تساعدها على مواصلة أنشطتها النووية.
وأوضح المصدر نفسه مفاوضات بهذا الشأن جرت في سول الأربعاء بين جهازي الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) والكورية الجنوبية بحضور نائب وزير الخارجية الأميركي جيمس شتاينبرغ وستيوارت ليفي نائب وزير الخزانة الأميركي الذي أشرف على تطبيق العقوبات المالية التي فرضتها واشنطن على بيونغ يانغ عام 2005.
وفي واشنطن أحجم المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب جيه كرولي عن تأكيد ما إذا كان ضم ليفي إلى الوفد الأميركي مؤشرا على نية الإدارة الأميركية فرض عقوبات أحادية على كوريا الشمالية.
شتاينبرغ لدى وصوله إلى سول (الفرنسية)
عقوبات دولية
واكتفى المتحدث الأميركي بالقول إن الولايات المتحدة تبحث عن خيارات متعددة سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف لإفهام كوريا الشمالية بأن عليها التزامات يجب احترامها في إطار القانون الدولي.
وفي نيويورك نقل عن مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة قوله الأربعاء إن المشاورات لا تزال قائمة بين أعضاء مجلس الأمن بشأن فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية تستهدف تعاملاتها المالية الخارجية بما فيها تجميد أصول بعض الشركات وفرض حظر على الأسلحة.
وكشف الدبلوماسي أن روسيا والصين أثارتا أثناء المشاورات الجارية العديد من التساؤلات إزاء هذه المقترحات التي يجري تداولها وراء الأبواب المغلقة.
نذر مواجهة
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي قالت مصادر كورية جنوبية إن جارتها الشمالية تستعد لإطلاق صاروخ بعيد المدى تم الانتهاء من تجميعه في منشأة حديثة بمنطقة دونغتشانغ قرب الحدود الصينية وسط توقعات بأن يكون الصاروخ جاهزا للإطلاق في غضون أسبوع أو أسبوعين.
وفي السياق نفسه لفتت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إلى تقارير رسمية تحدثت عن انسحاب جميع سفن الصيد الصينية من الحدود البحرية الفاصلة بين شطري شبة الجزيرة الكورية في مؤشر على احتمال وقوع مواجهات بحرية تكرارا لما وقع عامي 1999 و2000.
يذكر أن كوريا الشمالية أعلنت عقب تجربتها النووية الأخيرة في الـ25 من الشهر المنصرم عدم التزامها باتفاقية الهدنة التي وضعت حدا للحرب الكورية عام 1953، وأنها لن تضمن الوضع القانوني القائم بشأن الجزر الخمس المتنازع عليها ومن بينها جزيرة ييون بيونغ.
"
اقرأ أيضا:
محور الشر.. الوجه الآخر لكوريا الشمالية
"
تعزيزات جنوبية
وفي سول أوضح موفد الجزيرة فادي سلامة أن الجيش الكوري الجنوبي أرسل المزيد من التعزيزات إلى الحدود البحرية مع الشمال في حين يستعد البرلمان الكوري الجنوبي لعقد جلسة خاصة لدراسة الوضع في المنطقة.
وأشار إلى وجود خلاف واضح بين الحزب الديمقراطي المعارض الذي يطالب بالعودة إلى سياسة "الشمس المشرقة" وتهدئة الأجواء مع الشطر الشمالي، وبين الحزب الوطني اليميني الحاكم الذي يشدد على ضرورة التحالف مع الولايات المتحدة لمواجهة أي خطر شمالي قادم.
وفي العاصمة الصينية أعلنت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الحاكم أن الرئيس هو جينتاو أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الأميركي باراك أوباما تبادلا فيها وجهات النظر بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية والتطورات الراهنة عقب قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية.
المصدر: الجزيرة + وكالات