هذه السورة الكريمة مؤلفة من أربع آيات ، وقد جاءت في غاية الإيجاز والإعجاز، وأوضحت صفات الجلال والكمال ، ونزهت الله جل وعلا عن صفات العجز والنقص ، فقد أثبتت الآية الأولى الوحدانية ونفت التعدد [قل هو الله أحد] وأثبتت الثانية كماله تعالى ونفت النقص والعجز [الله الصمد] وأثبتت الثالثة أزليته وبقاءه ونفت الذرية والتناسل [لم يلد ولم يولد] وأثبتت الرابعة عظمته وجلالة ونفت الأنداد والأضداد [ولم يكن له كفوا أحد] فالسورة إثبات لصفات الجلال والكمال ، وتنزيه للرب بأسمى صور التنزيه عن النقانص والقبائح.
فائدة :
روي عن النبي (ص) أنه قال : (من قرأ [قل هو الله أحد] فكأنما قرأ ثلث القرآن ) قال العلماء : وذلك لما تضمنته من المعاني والعلوم والمعارف ، فإن علوم القرآن ثلاثة : "توحيد، وأحكام ، وقصص " وقد إشتملت هذه السورة على التوحيد، فهي ثلث القرآن بهذا الإعتبار، وقيل : إن ذلك في الثواب أي لمن قرأها من الأجر مثل أجر من قرأ ثلث القرآن ، والله أعلم.