أكد الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن استنزاف الموارد البيئية في الأراضي الفلسطينية وتدميرها ناجم عن عدد من الأسباب، أهمها إقامة المستوطنات الإسرائيلية التي تركت آثارا مدمرة طالت جميع عناصر البيئة الفلسطينية، ومصادرة الأراضي من قبل سلطات الاحتلال، ومنع الفلسطينيين من دخولها وممارسة أنشطتهم المختلفة.
وأشار الجهاز في بيان أصدره عشية الاحتفال بيوم البيئة العالمي الذي يوافق الخامس من يونيو/حزيران كل عام، إلى أن هناك الكثير من مظاهر التدمير للبيئة الفلسطينية من أبرزها استنزاف المياه الفلسطينية، والمياه العادمة، والنفايات الصلبة، وتلوث الهواء، والضجيج، وتدمير التراث الحضاري، وتدمير القطاع الزراعي.
وأضاف أن الكثافة السكانية العالية والإدارة الخاطئة المتمثلة بتصميم المدن الصناعية وقربها من التجمعات السكانية، والإدارة غير الممنهجة لكل من القطاع المائي وقطاع الصرف الصحي والنفايات في الهيئات المحلية جميعها تلعب دورا محوريا في التدمير والاستنزاف للبيئة الفلسطينية.
وأكد البيان أن الأراضي الفلسطينية المحتلة، تعاني من كثافة سكانية عالية وشح في الموارد الطبيعية، حيث بلغت الكثافة السكانية في نهاية عام 2008 حوالي 645 شخصا في كل كيلومتر مربع بالضفة والقطاع، مقابل 334 شخصا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وأوضح الجهاز أنه في مقابل هذه الكثافة السكانية العالية "لا نجد مصادر طبيعية متجددة وإنما استنزاف لما هو موجود، الأمر الذي أدى إلى تدهور الحياة الطبيعية والبيئة، وتردي جودة المياه وندرتها، وازدياد المناطق السكنية المكتظة على حساب الأراضي الزراعية والغابات".
واعتبر البيان أن المستوطنات اليهودية، التي تشيد في الضفة الغربية، من أبرز مظاهر التدمير الإسرائيلي للبيئة الفلسطينية، حيث يرافق عملية الامتداد الأفقي للمستعمرات مجموعة من النشاطات المدمرة بشكل مباشر على البيئة في الأراضي، والتي تشمل تجريف ومصادرة الأراضي الزراعية لأغراض شق الطرق وتوفير الحماية للمستوطنين.
وأشار التقرير أيضا إلى إقامة الجدار الأمني، ودوره في فصل مصادر مياه كان يتمتع بها سكان الضفة الغربية، وتحويلها لتصبح مصادر مياه يستفيد منها سكان إسرائيل موضحا أن ذلك الجدار أدى إلى خسارة 23 بئرا، و51 نبعا للمياه، كانت تنتج 7 ملايين مترا مكعبا.
وكشف التقرير أن نصف عدد الأسر الفلسطينية، غير متصل بشبكات الصرف الصحي، وأن المياه العادمة المتدفقة عبر الأودية والأراضي الزراعية الفلسطينية، تلحق أضرارا بالبيئة الفلسطينية.
"
التقرير الفلسطيني ذكر أن إسرائيل استخدمت الأراضي الفلسطينية طوال سنوات احتلالها ملجأ للتخلص من نفاياتها الخطرة، واستخدمت في ذلك أكثر من 50 موقعًا
"
ونبه التقرير إلى أن مشكلة إدارة النفايات الصلبة في فلسطين معقدة وتصعب السيطرة عليها للعديد من الأسباب، أبرزها تزايد عدد السكان، وضعف الخبرات الفنية لإدارة هذا القطاع، وعدم توفر الإمكانيات المادية اللازمة للاهتمام بهذا الجانب، وسيطرة الاحتلال على الطرق الداخلية بين المدن والنقاط الحدودية مع الدول المجاورة، بالإضافة لسنوات الاحتلال الطويلة التي تركت آثارها على هذا الجانب.
وأكد التقرير الفلسطيني أن إسرائيل استخدمت الأراضي الفلسطينية طوال سنوات احتلالها ملجأ للتخلص من نفاياتها الخطرة، واستخدمت في ذلك أكثر من 50 موقعًا الأمر الذي يعرض الأراضي الفلسطينية لأخطار هذه النفايات بشكل مباشر وغير مباشر إذ تتعرض الأراضي الفلسطينية للغازات السامة المنبعثة من المصانع الإسرائيلية القريبة من الحدود بفعل الرياح.
وقد تم تسجيل العديد من حالات تهريب وتسرب النفايات الخطرة إلى الأراضي الفلسطينية بحسب التقرير.
المصدر: قدس برس