بسم الله الرحمن الرحيم
ان غزوة بدر هي اول الغزوات الحقيقية التي حدث فيها صدام بين المسلمين وبين كفار قريش
وان كان هناك صدام حدث قبل ذلك في متل سرية عبد الله بن جحش الا انه صدام لم يكن حربا بالمفهوم العسكري الحديث
ولما لغزوة بدر الكبري من اهمية في التاريخ الاسلامي احببت ان اذكر بعض هذه العبر التي يمكن ان نستفيد بعضها وقد اقتبست بعضا من هذه العبر من الكتب التي قمت بقرائتها
أثر القوى الروحية والمعنوية. وأساس هذه القوى هو الإيمان بالله وبالرسول وبالرسالة المحمدية. وهو إيمان عميق الجذور، متشعب الفروع. وهو سر الانتصار في هذه الغزوة وفي غيرها من معارك الإسلام.
النصر من عند الله. كانت الإمدادات الإلهية بجند الله من الملائكة تثبّت قلوب المؤمنين وتشارك في القتال أحيانًا، قال تعالى: ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأَعناق واضربوا منهم كل بنان ﴾ الأنفال: 12 . وقال تعالى: ﴿وما النصر إلاَّ من عند الله﴾ آل عمران: 126.
احترام النبي لمبدأ الشورى في الحرب ولو كان من فرد واحد. فقد أخذ النبي ³ برأي الحباب بن المنذر في تخيُّر مكان نزول الجيش ورأي سعد بن معاذ في بناء العريش واستشارة أصحابه في القتال عندما علم بخروج قريش في حشودها، وفي الأسرى أَيُقتلون أم يُفادون؟.
إنسانية النبيّ ³ الفائقة. وقد سُجّلت هذه الإنسانية الفائقة في الأمر بدفن القتلى، وفي الإحسان إلى الأسرى، وفي إبائه على سيدنا عمر أن ينزع ثنية سهيل بن عمرو حتى لا يقوم ضد النبي خطيبًا، وقوله هذه المقالة: (لا أمثّل فَيمثّل الله بي وإن كنت نبيًا) .
مواهب النبي ³ السياسية. وتتجلّى تلك المواهب في استشارة أصحابه عندما ترجَّح جانب القتال بخروج جيش قريش، وفي اختياره ³ ثلاثة من ألصق الناس به وذوي قرباه: اثنين من بني هاشم وواحدًا من بني عبد المطلب لمبارزة القرشيين الثلاثة. وهو إعلان بأن أقرباء النبي الأقربين سيكونون في مقدمة المسلمين تضحية بالنفس وفداءً للرسول والإسلام. كما تتجلى هذه المواهب السياسية في إسهام النبي لكل من لم يحضر الغزوة لتخلفه في مصلحة عامة أو خاصة، وكذلك إسهامه لمن استشهدوا في بدر وإعطاء حقوقهم لورثتهم وذويهم. وبذلك كان للإسلام السَّبق في تكريم الشهداء ورعاية أسرهم وأبنائهم منذ حوالي أربعة عشر قرنًا.
عدالة النبي التامة في أَخذ الفداء من القادرين عليه وعدم محاباته لذوي قرباه، بل كان الأمر على خلاف ذلك، فقد أغلى الفداء على عمه العباس، ولم يقبل أن يتنازل له أخواله من الأَنصار عن شيء منه.
النبيُّ ³ له أن يجتهد فيما لم ينزل فيه وحي. وقد اجتهد النبي ³ في غزوة بدر في موضوع الأسرى ونزل الوحي معاتبًا ومبيّنًا، ﴿ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض﴾ الأنفال: 27.