امتدح مجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر في القاهرة خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى العالم الإسلامي، واعتبره دليلا على بدء عهد جديد واعد من العلاقات بين أميركا والعالمين العربي والإسلامي.
وقال المجمع في بيان إن الخطاب يمهد الطريق أمام حوار حقيقي بين الحضارات بدلا من الصراع الذي قد يرغب بعضهم في إقناعنا باستحالة تجنبه، مؤكدا ضرورة ترجمة هذه الالتزامات المشتركة إلى أفعال وبرامج ملموسة لتحقيق هذه الأهداف السامية.
وأشاد البيان بتقدير الرئيس أوباما البالغ للدين الإسلامي ولإسهامات الحضارة الإسلامية عبر القرون في تشكيل عالم أفضل، وتأكيده على سعي أميركا لمشاركة أكبر وشراكة حقيقية مع العالم الإسلامي تتخذ من الاحترام المتبادل أساسا لها.
وأكد البيان أن أعضاء المجمع يشاركون الرئيس أوباما غايته في إرساء السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط وخاصة بين فلسطين وإسرائيل، ويطالبونه بكل قوة بالمضي قدما في تحقيق مثل هذا السلام في المنطقة، كما أنهم يرحبون أيضا بمبادرته لإنهاء احتلال العراق وسحب القوات الأميركية منها، ويؤكدون على ضرورة إطلاق مبادرة مماثلة خاصة بأفغانستان.
أفعال لا أقوال
مفتي سوريا رفض إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام (الجزيرة-أرشيف)
وفي دمشق شكر مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون الرئيس أوباما على إنصافه للإسلام تاريخيا، ولكنه طالبه في الوقت نفسه بالعمل على تحويل الأقوال إلى أفعال واقعية.
وقال مفتي سوريا لوكالة الأنباء الألمانية "نريد منه أن يكون أكثر وضوحا في قضايانا ونحن نشكره على تأكيده على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة ونريد أن نقول إننا نعتذر عن تحملنا المسؤولية لما فعله الغرب باليهود ونؤكد على أننا منذ أكثر من أربعين عاما ونحن نسمع عن مبادرات للسلام لكننا نفاجأ بمزيد من الدماء من حولنا في عالمنا العربي والإسلامي".
ورفض مفتي سوريا إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، قائلا إن الإسلام براء من هؤلاء الذين يقومون بأعمال إرهابية باسمه ويحتمي معظمهم بالشريعة الإسلامية السمحاء.
وقال مفتي سوريا "إننا نريد أن نطمئن الرئيس أوباما ألا يخاف على المسيحية في الشرق لأنها ستبقى تشرق على العالم من هذه الأرض التي ولدت فيها".
وشدد على ضرورة أن يتفهم الشعب الأميركي مضامين الخطاب لأن العالم العربي والإسلامي لم يفاجأ لأنه يعيشه بآماله وآلامه وكان يتمنى أن يتكلم عن آلاف المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وعذاباتهم أشد من غوانتانامو، كما كان يريد أن يتذكر الأراضي السورية المحتلة وضرورة الحديث عن الجولان السوري المحتل.
وكان أوباما قد أكد في خطابه الذي ألقاه من جامعة القاهرة على ضرورة إنهاء دوامة التشكيك بين الولايات المتحدة والإسلام وبناء الثقة بين الجانبين وسعيه لبداية جديدة بين أميركا والمسلمين.