قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يأمل أن يشاهد قبل نهاية العام الحالي انطلاق مفاوضات "جادة وبناءة" بين إسرائيل والفلسطينيين تفضي إلى التوصل لحل الدولتين، كما أشار إلى أن بلاده لن تستمر على منهجها الدبلوماسي بما يتعلق بنووي كوريا الشمالية وإيران.
وقد جاءت تصريحات أوباما في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماعه مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم في مدينة نورماندي قبل مراسم إحياء الذكرى الخامسة والستين لإنزال قوات جيوش الحلفاء على شواطئ نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية.
وكرر أوباما دعوته لإسرائيل بوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، لكنه قال كذلك إن "على الفلسطينيين نبذ العنف".
وأوضح الرئيس الأميركي أنه لا يتوقع "أن يتم حل مشكلة استمرت ستين عاما بين عشية وضحاها"، مؤكدا أنه يريد من الجانبين "الاعتراف بأن مصيرهما مرتبط".
من ناحية ثانية أكد أوباما أنه يريد من الدول العربية أن تكون جزءا من عملية السلام، وقال يجب أن تتحرك هذه الدول ليس لأنها فقط مهمة على الصعيد السياسي ولكن لأنها مهمة اقتصاديا أيضا.
"
شدد أوباما على أنه يجب ألا يكون هناك افتراض بأن بلاده ستستمر في منهجها الحالي إذا استمرت كوريا الشمالية "بزعزعة استقرار المنطقة"
"
كوريا الشمالية وإيران
وعن كوريا الشمالية قال أوباما إن تجربتيها النووية والصاروخية الأخيرتين كانتا "استفزازيتين بشكل استثنائي"، مؤكدا أنه يفضل أن يتبع منهجا دبلوماسيا مع بيونغ يانغ، لكنه قال إنه في سبيل المضي بمثل ذلك المسار على كوريا الشمالية أن تستجيب "بطريقة جدية".
وأكد أن بلاده لا تعتزم "الاستمرار في سياسة مكافأة الاستفزاز"، مشددا على أنه يجب ألا يكون هناك افتراض بأن بلاده ستستمر في منهجها الحالي إذا استمرت كوريا الشمالية "بزعزعة استقرار المنطقة".
وفيما يتعلق بالنووي الإيراني حذر أوباما من أن إتاحة الفرصة لطهران لتطوير قنبلة نووية -حسب قوله- سيدفع دول شرق أوسطية للسعي لتطوير قنابل نووية أسوة بها، مؤكدا أنه يريد أن يشهد جهودا أميركية روسية مشتركة أكبر للحد من انتشار الأسلحة النووية.
وبهذا الإطار قال الرئيس الفرنسي إن على إيران انتهاز فرصة يد الممدوة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
وأضاف ساركوزي "نريد السلام، ونريد الحوار، ونريد مساعدتهم على التطور، لكننها لا نريد للأسلحة النووية أن تنتشر ونحن واضحون بهذا الخصوص".
"
اتفقت آراء الزعيمين على مختلف القضايا الرئيسية لكنها اختلفت فيما يتعلق بمسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، فبينما يؤيد أوباما هذا الأمر يعارضه ساركوزي
"
تركيا
وقد اتفقت آراء الزعيمين على مختلف القضايا الرئيسية مثل ضرورة تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية أو الملفين الإيراني والكوري الشمالي، لكن وجهتي نظريهما اختلفت فيما يتعلق بمسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، فبينما يؤيد أوباما هذا الأمر يعارضه ساركوزي.
وقال أوباما إن تركيا حليف مهم لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وهي تساعد في الحرب في أفغانستان، مشيرا إلى أن اقتصاد تركيا ينمو وأنها تريد علاقات أقرب مع أوروبا، وهو أمر قال أوباما إنه يشجعه.
في حين قال ساركوزي إنه يدعم اندماج تركيا بأوروبا لكنه يختلف مع أوباما بكيفية تحقيق ذلك.
غوانتانامو
وفي إطار آخر قال ساركوزي إن بلاده ستأخذ بعض معتقلي قاعدة غوانتانامو بخليج كوبا بناء على طلب الولايات المتحدة.
وقد رحب أوباما بذلك، وقال إن بلاده ستعمل للتنسيق عن قرب مع فرنسا في قضايا عديدة بما فيها "إستراتيجية مكافحة الإرهاب".
وكان أوباما وصل إلى العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة قادما من ألمانيا حيث التقى فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبحث معها الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات مع إيران وروسيا، وكذلك الأزمة الاقتصادية العالمية.
وتأتي زيارة أوباما إلى ألمانيا وفرنسا في أعقاب زيارته إلى السعودية ومصر التي وجه من عاصمتها القاهرة خطابا إلى العالم الإسلامي دعا فيه إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
ومن المقرر أن يعود أوباما إلى الولايات المتحدة غدا الأحد بينما ستبقى زوجته وابنتاه يوما آخر في العاصمة الفرنسية.
المصدر: وكالات